‏إظهار الرسائل ذات التسميات السير توماس.. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات السير توماس.. إظهار كافة الرسائل

السبت، 31 أغسطس 2013

دعاة المسلمين---وعدم وجود هيئة منظمة لهم



يقول سير توماس.و.أرنولد في خاتمة كتابه دعوة الى الإسلام:

في العالم المسيحي الحديث، تتمثل مهمة التبشير في الجمعيات التبشيرية، والموكلين بالتبشير كفاء أجور يتقاضونها، والتبرعات، والتقارير والصحف، ويبدوا أن (مشروع التبشير) تسمية غير صحيحة متى كان مجرداً من هيئة مؤلفة تأليفاً منظماً بصفة مستمرة.
وقد روعي في تأليف هيئة الكنيسة المسيحية، منذ بدء تأريخها، نشر التعاليم المسيحية بين الكفار (حسب ما يعتقدون هم).
وكان مبشروها، في أغلب الأحيان، قساوسة ورهباناً، يعينون لهذا الغرض بانتظام.
وقد توافرت جماعات الأديار (منذ قيام جماعة بندكت فالجماعات التي جاءت بعدها) والجمعيات التبشيرية التي نجدها في أزمان أحدث عهداً، على أتجاه خاص ينحصر في ترقية إدارة المهمة المسيحية التي أعترف منذ البداية بأنها إحدى واجبات الكنسية الأساسية.
أما في الإسلام فإن عدم وجود أي لون من ألوان الكهنوت أو أية هيئة دينية منظمة أياً كانت، قد جعل نشاط الدعوة عند المسلمين يتجلى في صور مختلفة تمام الاختلاف عن تلك التي تظهر في تأريخ البعوث التبشيرية المسيحية، فليس هناك جمعيات للدعوة، ولا موكلون مدربون لهذا الغرض، كما أنه قلما نجد مواصلة الجهود في هذه السبيل ويظهر أننا لا نستثني إلا جماعات الإسلام الدينية، التي يشبه نظامها، الى حد ما، نظام جماعات الأديار في العالم المسيحي.
لكن حتى في تلك الجماعات الإسلامية، نجد أن عدم وجود فكرة عن نظام الكهنوت، أو أية نظرية ترى فصل المعلم الديني عن عامة المؤمنين، أو ترى ضرورة العكوف على تأدية الوظائف الدينية والتصريح بها، كل ذلك يظل قائماً في كل مكان، في وضوح وجلاء.
هذا ما ورد في خاتمة كتابه الدعوة الى الإسلام والتي وجدت فيها في كثير من الأماكن انصاف بحق تأريخ الدعوة الإسلامية، وكذلك كثير من التجني على تأريخ الدعوة الإسلامية خاصة اعتماده الكبير على رسائل وكتب ومراسلات التي كانت تجري بين رجال الكنيسة المسيحية بكل أنواعها وكذلك بعض المستشرقين المعروفين أنهم دعاة لكره الإسلام وسيدنا محمد صل الله تعالى عليه واله وسلم وهو الشخص الأكثر كرهً عند هؤلاء والطابور الخامس من المسلمين.
التجني أن في تأريخ الدعوة الإسلامية حقيقة أسمها دعوات والدعاة من المدرسة القادرية أبناء وتلاميذ سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس سره) فلو ذهبت الى أقصى الشرق وسالتهم عن كيفية دخولهم في الإسلام ستجد الرد بأنهم قادريون من تلاميذ المدرسة القادرية ففي أحد سنوات حضور أبنة رئيس الإندونيسي سوهارتو الى بغداد وحضورها الى الحضرة القادرية والتكية القادرية قالت أن 90 مليون إندونيسي هم من مريدي الطريقة القادرية وأن الشيوخ القادرية حكموا بلادهم لمدة 90 سنة، في نفس الوقت لو ذهبت الى شمال أفريقيا ووسطها ستجد تأريخ الدعوة القادرية والتي من بدايتها تتسم بلطف والدعوة السمحاء، كما ان هجرات أهل بيت النبوة هرباً من بطش الأمويين والعباسيين وأتشارهم في أقاصي البلاد كان له الأثر البالغ في نشر الدين الإسلامي خاصة وأن كثير من سادة أهل البيت استوطنوا في بلاد كان أهلها مقهورين ومبطوش بهم وهذا ما دفعهم وشجعهم لأتباع هؤلاء الأئمة  من أهل البيت وما لمسوه منهم من كرامات وحسن الخلق والعلم الغزير.
الكتاب جميل رغم أنه تم طبعه باللغة العربية في سنة 1970 ألا أن فيه كثير مما يعطينا من معلومات عن تأريخ نشر الدعوة الإسلامية، وأنا أشاركه الرأي بأن اختلاف التبشير والتنصير المسيحي عن الإسلامي فرق كبير لأن في المدارس الإسلامية القديمة لا توجد إلا في المدرسة القادرية عندما كانت عند أوج قوتها، لكن في المدارس الأخرى الاختلافات المذهبية وظهور تيارات دينية تسعى لنشر فكرها بين أبناء الدين الواحد لأغراض سياسية مشبوهة ومعروفة منذ بداية تكونها، بدل السعي الى بناء مدرسة دعوية خالصة تسعى الى نشر فهم الصحيح للدين الإسلامي.
وهذا في رأيي المتواضع.