السبت، 31 أغسطس 2013

دعاة المسلمين---وعدم وجود هيئة منظمة لهم



يقول سير توماس.و.أرنولد في خاتمة كتابه دعوة الى الإسلام:

في العالم المسيحي الحديث، تتمثل مهمة التبشير في الجمعيات التبشيرية، والموكلين بالتبشير كفاء أجور يتقاضونها، والتبرعات، والتقارير والصحف، ويبدوا أن (مشروع التبشير) تسمية غير صحيحة متى كان مجرداً من هيئة مؤلفة تأليفاً منظماً بصفة مستمرة.
وقد روعي في تأليف هيئة الكنيسة المسيحية، منذ بدء تأريخها، نشر التعاليم المسيحية بين الكفار (حسب ما يعتقدون هم).
وكان مبشروها، في أغلب الأحيان، قساوسة ورهباناً، يعينون لهذا الغرض بانتظام.
وقد توافرت جماعات الأديار (منذ قيام جماعة بندكت فالجماعات التي جاءت بعدها) والجمعيات التبشيرية التي نجدها في أزمان أحدث عهداً، على أتجاه خاص ينحصر في ترقية إدارة المهمة المسيحية التي أعترف منذ البداية بأنها إحدى واجبات الكنسية الأساسية.
أما في الإسلام فإن عدم وجود أي لون من ألوان الكهنوت أو أية هيئة دينية منظمة أياً كانت، قد جعل نشاط الدعوة عند المسلمين يتجلى في صور مختلفة تمام الاختلاف عن تلك التي تظهر في تأريخ البعوث التبشيرية المسيحية، فليس هناك جمعيات للدعوة، ولا موكلون مدربون لهذا الغرض، كما أنه قلما نجد مواصلة الجهود في هذه السبيل ويظهر أننا لا نستثني إلا جماعات الإسلام الدينية، التي يشبه نظامها، الى حد ما، نظام جماعات الأديار في العالم المسيحي.
لكن حتى في تلك الجماعات الإسلامية، نجد أن عدم وجود فكرة عن نظام الكهنوت، أو أية نظرية ترى فصل المعلم الديني عن عامة المؤمنين، أو ترى ضرورة العكوف على تأدية الوظائف الدينية والتصريح بها، كل ذلك يظل قائماً في كل مكان، في وضوح وجلاء.
هذا ما ورد في خاتمة كتابه الدعوة الى الإسلام والتي وجدت فيها في كثير من الأماكن انصاف بحق تأريخ الدعوة الإسلامية، وكذلك كثير من التجني على تأريخ الدعوة الإسلامية خاصة اعتماده الكبير على رسائل وكتب ومراسلات التي كانت تجري بين رجال الكنيسة المسيحية بكل أنواعها وكذلك بعض المستشرقين المعروفين أنهم دعاة لكره الإسلام وسيدنا محمد صل الله تعالى عليه واله وسلم وهو الشخص الأكثر كرهً عند هؤلاء والطابور الخامس من المسلمين.
التجني أن في تأريخ الدعوة الإسلامية حقيقة أسمها دعوات والدعاة من المدرسة القادرية أبناء وتلاميذ سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس سره) فلو ذهبت الى أقصى الشرق وسالتهم عن كيفية دخولهم في الإسلام ستجد الرد بأنهم قادريون من تلاميذ المدرسة القادرية ففي أحد سنوات حضور أبنة رئيس الإندونيسي سوهارتو الى بغداد وحضورها الى الحضرة القادرية والتكية القادرية قالت أن 90 مليون إندونيسي هم من مريدي الطريقة القادرية وأن الشيوخ القادرية حكموا بلادهم لمدة 90 سنة، في نفس الوقت لو ذهبت الى شمال أفريقيا ووسطها ستجد تأريخ الدعوة القادرية والتي من بدايتها تتسم بلطف والدعوة السمحاء، كما ان هجرات أهل بيت النبوة هرباً من بطش الأمويين والعباسيين وأتشارهم في أقاصي البلاد كان له الأثر البالغ في نشر الدين الإسلامي خاصة وأن كثير من سادة أهل البيت استوطنوا في بلاد كان أهلها مقهورين ومبطوش بهم وهذا ما دفعهم وشجعهم لأتباع هؤلاء الأئمة  من أهل البيت وما لمسوه منهم من كرامات وحسن الخلق والعلم الغزير.
الكتاب جميل رغم أنه تم طبعه باللغة العربية في سنة 1970 ألا أن فيه كثير مما يعطينا من معلومات عن تأريخ نشر الدعوة الإسلامية، وأنا أشاركه الرأي بأن اختلاف التبشير والتنصير المسيحي عن الإسلامي فرق كبير لأن في المدارس الإسلامية القديمة لا توجد إلا في المدرسة القادرية عندما كانت عند أوج قوتها، لكن في المدارس الأخرى الاختلافات المذهبية وظهور تيارات دينية تسعى لنشر فكرها بين أبناء الدين الواحد لأغراض سياسية مشبوهة ومعروفة منذ بداية تكونها، بدل السعي الى بناء مدرسة دعوية خالصة تسعى الى نشر فهم الصحيح للدين الإسلامي.
وهذا في رأيي المتواضع.

الجمعة، 23 أغسطس 2013

القصائد الوترية في مدح خير البرية


 القصائد الوترية في مدح خير البرية
(مجد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي الوتري) شاعر وفقيه شافعي هو صاحب القصائد الوترية في مدح خير البرية التي نظمها توفي في 662هـ وبعضهم قال 663هـ، وكان شافعيا نظارا فقيها واعظا، قال اليافعي في مرآة الجنان:

وقدم مصر والإسكندرية ووعظ بها وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الدين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات ورافقه في الحج ودخل الأفريقية وجال في بلاد المغرب وكان ظاهر التدين والصلاح.

وقد نظم 29 قصيدة على عدد حروف المعجم باعتبار “لا” حرف بحيث تبتدئ جميع أبيات القصيدة بحرف من حروف المعجم ويكون هو القافية، وجعل عدد أبيات كل قصيدة 29، فكان عدد القصائد وترا وعدد أبيات كل قصيدة وترا (أي فرديا وليس زوجيا)، وقد أطلق عليها ناظمها اسم: (القصائد الوترية في مدح خير البرية) وهو أو كما يعرف ب (الأمام الوتري)، ويقال له صاحب الوترية. له كتب في المدائح النبوية سماها «الوتريات في مدح أفضل الكائنات» توفي ببغداد. ودفن في جامع القبلانية سنة (662 هـ / 1264 م).

يعرف أهل بغداد جامع القبلاني حيث لم يتبقى منها ألا حجرة مطلة على (سوق هرج) المعروف ببغداد.

وهذه جزء من قصيدته:

أَمَا آنْ لِلْــــــعَاصِى رُجُوعٌ بِتَوْبَةِ.....وَقُرْبٌ لِقَــبْرِ المُصْطَفَى بِــمَحَبَّةِ

تَرَى المِسْــكَ وَالكَافُورَ بُثَّا بَتُرْبَةِ.....ثَوَى جِسْمُ خَيْر الخَلْقِ فِى أَرْضِ طَيْبَةِ

فَأَضْحَى بِهَا المِـسْكُ المُعَنْبَرُ ينْفُثُ....لَقَـدْ ضَوَّعَ الآفـــاقَ طِيبًا بِنَشْرِهِ

وَقَــدْ عَطَّرَ الكَوْنَيْنِ مِنْهُ بِعِطْرِهِ.....وَلَمَّا حَـــدَا حَادِى الرِّكَابِ بِذِكْرِهِ

ثَنَى الـــوَجْدُ أَعنَاقَ النِّيَاقِ لِقَبْرِهِ......فَسَارَتْ بِهِمْ تَــحْتَ المَحَامِلِ تَلْهَثُ

إَذَا البُدْنُ حَنَّتْ فاحْدُهَا لِى تَرَفُّقَا.....فَإِنَّ لَـــهَا جَفْنًا لَـــجِفنِى مُؤَرِّقا

وَإِنْ وَصَلَتْ نَجْدًا فَـــنَادى مُحَقِّقَا......ثُغُورُ قُباً تَنْـــعِى وَتَبْكى تَشَوُّقا

إِلَــى سَيِّدٍ عَــنْهُ المكــارِمُ تُورَثُ......فَيَا حَادِياً أَظْعــــــَانَهُمْ دَعْهُمُ

وَعَنْ طُرْقِ أَصْلاَدِ الحَصَالِىَ صُنْهُمُ.....فَيَا لَيْتَ إِذْ فـــازُوا بِهِ كُنْتُ مَعْهُمُ

ثَكِلْتُكِ نَفْسِى لِمْ تَقَاعَدْتِ عَنْهُمُ......إِلَـــى كَمْ عَلَى كَسْبِ المَآثِمِ أَلْبَثُ

فَيَـــا أَيُّهَا العُشَّاقُ جِدُّوا وَاطْلُبُوا......وَحُثُّوا السُّرَى نَحْوَ الحَبِيبِ وَأَطْنِبُوا

فَكَمْ عَنْهُ بِالْعِصْيَانِ وَالذَّنْبِ تُحْجَبُوا......ثُبُوا وَانْهَضُوا يَامَنْ أَسَاؤُا وَأَذْنَبُوا

وَشُدُّوا المَطَايَا وَحَثْحِثُوا.......وَسِيرُوا إِلَى قَبْرِ الحَبيبِ الَّذِى ارْتَضَى

وَزُورُوهُ إِنَّ العُمْرَ أَكْثــرُهُ انْقَضَى......وَدعُوا بِهِ كَىْ يَغْفِـرَ اللهُ مَا مَضَى

ثِمَالُ اليَتَامَى عِنْدَهُ يَنْزِلُ الرِّضَى.....وَثَــــمَّ يُغَاثُ الخَاضِــعُ المُنَغَوِّثُ

نَبِىٌّ لَـــــهُ الدِّينُ الحَنِيفِىُّ مِلَّةٌ.......وَكَعْبَتُهُ لِلإِنْسِ وَالـــــجِنِّ قِبْلَةُ

فَقُومُوا بِنَا نَسْــــعَى وَنَحْنُ أَخِلَّةٌ........ذُنُـــوبٌ وَآثـــَامُ تُـــزَاحُ وَزَلَّـةٌ

تَزُولُ وَعَدْنٌ فِـــى القِيَامَةِ مَبْعَثُ......نَبِىُّ كَرِيمُ قَــــدْ حَوَى طَيبَ مُنجِدِ

بِعِزّ وَجَـــــاهٍ وَاعـــتِلاَءِ وَسُودَدِ.....لأِمَّتِهِ هَـــادٍ وَلِلــحَقِّ مُـــهْــتَدِ

ثِقُوا بِمَدِحي فِــى مَنَاقِبِ أَحْمَدِ.....فَإنِّى بِهَا عَــــنْ كُلِّ فَضْلٍ مُحَدِّثُ

أًتَـــــــى بِكِتَابِ اللهِ حَقًّا فَنَصَّهُ.......وَإِسْرَاؤُهُ لَيْلاً تَـــلاَهُ وَقَـــصَّــهُ

وَكَانَ جَنَاحُ الكُفْــــرِ وَافٍ فَقَصَّهُ......ثَــــــلاَثَةُ أَشْيَاءٍ بَهَا الله خَصَّهُ

فَوَالله لَــوْ أَقْسَمْتُ مَا كُنْتُ أَحْنَتُ......رَأَى مُلْـــــكَ رَبِّ العَالَمِينَ فَعَظَّمَا

وَنَــــادَى التَّحِيَّاتُ ابْتِدَاءً وَسَلَّمَا......فَأَيَّـــــدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ تَـــكَرُّمَا

ثُبَاتٍ لِرُؤْيَا الرَّبّ وَالوَحْىِ بِاِلسَّمَا......وَثَالِثُهَا بِالْـــــحُجْبِ كَانَ التَّلَبُّثُ

فَلِلهِ مَـــا أزْكَــى الوُجُــودَ بِبَثِّهِ.......وَأَسْعَدَ مَنْ فِى مَـــدْحِهِ كُلُّ بَحْثِهِ

وَمَنْتَزِحٌ عَـــــنْهُ فَيَا طُولَ مُكْثِهِ.....ثَلَمْنَا ثُـــغُورَ المُشْـــركِينَ بِبَعْثِهِ

فَظَلَّتْ أَعادِى اللهِ فِى الخِزْىِ تَمْكُثُ......بِـــهِ عُـصْبَةُ الإِسْلاَمِ أَيَّدَ حَقَّهُمْ

كمَـا زُعَـــمَاءُ الشِّرْكِ مَلَّكَ رِقَّهُمْ.......وَهُــمْ فِى مَخِيبٍ وَالرِّمَاحُ تَدُقُّهُمْ

ثــْكَالَى حَيَارَى وَالسُّيُوفُ تَشُقُّهُمْ.......وَسَـــــادَاتُهُمْ فِيهَا الأَسِنَّةُ تَعْبَثُ

وَنَحْـــنُ بِهِ نَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ عَلاَ......بِــهِ كَانَ فَوْقَ الطُّوِر مُوسَى تَوَسَّلاَ

لَقَــــدْ حَازَ مَجْدًا مُجْمَلاً وَمُفَصَّلاَ....ثَنَائى عَلَى ذَاكَ المُنَاجِى مِنَ العُلاَ

لَـهُ العَرْشُ طُوراً كَانَ مِنْهُ يُحَدِّثُ.......مَــلاَحَتُهُ جَلَّــتْ فَــجَلَّ أُمُــورُهَا

لَـــهُ قـــامَةٌ عَزَّتْ فَعَزَّ نَضِيرُهَا.......وَوَجْنَتُهُ أَزْهَـــتْ فَــفَاحَ عَبِيرُهَا

ثَنَايَاهُ لاَ كَالْبَرْقِ بَـــلْ زَادَ نُورُهَا........فَمِنْ نُوِرِه لِلشَّـمــْسِ نُــورٌ مُوّرَّثٌ

أَبَــى البَدْرُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ كَفَرْ قَدِ........إِذَا لاَحَ وَجْهُ المُصْطَفَى بَيْنَ مَشْهَدِ

أَلاَ قَائِلٌ مَدْحِى فِيهِ فِى كُلِّ مَسْجِدِ......ثَمِــلْنَا سَكِرْنــَا مِنْ مَدِيحِ مُحَمَّدِ

أَعِـــدْهُ عَــليْنَا فالمَسَرَّتُ تَحْدُثُ........أَعِدْ مَــدْحَهُ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ وِدِّهِ

وَمَا قَــدْ مَضى مِنْهُ فَجُدْ لِى بِرَدِّهِ.......وَكُــلُّ مُحِبٍّ قـــالَ فَــرْطِ وَجْدِهِ

ثَبْتْنَا عَــلَى حُبِّ الحَبِيبِ وَعَهْدِهِ........فَلاَ الحُبُّ مَصْروُفٌ وَلاَ العَهْدُ يُنْكَثُ

أُحَدِّثُكمْ عَــــنْ شَـوْقِنَا لِحَبِيبِنَا.......فَنَــارُ الأسَى مَشْبُوبَةٌ بِضُــلُوعِنَا

فَلَمْ تَطْفُ يَوْمًا مِنْ سَحَابِ عُيُوننَا......تَــرَى طَيْبَةً تُسْقَى بِمَاءِ دُمُوعِنَا

وَإِنْ حُرِثَتْ يَوْمًا عَلَى الدَّمْعِ تُحْرَثُ......بِــهِ رَبُّهُ فِى الفُلْكِ سَلَّمَ نُـــوحَهُ

وَسَخَّرَ قِدْمَا لأِبْـــنِ دَاوُدَ رِيــحَهُ.......فَلَوْلاَهُ لَـمْ يُــرْسِلْ لِمَرْيَمَ رُوحَهُ

ثَوَاقِبُ فَهْمِى لَيْسَ تُحْصِى مَديِحَه......بِبَحْثٍ وَمَنْ تَلْقَى عَن البَحْرِ يَبْحَثُ

أَلاَ مُسْــعِدٌ يَبْكِى عَلَى مَنْ تَلَوَثَّتْ.......صَحِيفَتُهُ بِالذَّنْبِ حَتّــَى تَمَزَّقَتْ

فَبُعْداً لِنَفْسِى بِـئْسَ مَالىَ أَوْرَثَتْ.......ثِيَابُ شَبَابِى بِـــالذُّنُوبِ تَشَعَّثَتْ

وَبِالْمَدْحِ أَرْجُـــو أَنْ يُلِم التَّشَعُّثُ.......وَمَا أَنَا إِلاَّ قَـــــدْ بُلِيتُ بِشِقَوَتِى

بِإبْليِسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِى وَغَفْـلَتِى.........فَيَا رَبِّ كُنْ عَوْنًا عَــلَيْهِمْ بِتَوْبَتِى

ثقِيلاً أَرَى ظَهْرِى بِــعُذْرِى وَزَلَّتِى.......غَــرِيقٌ أَنَــا بِالْمُصْطَفَى أَتَشَبَّثُ

رَعَى الله قَبْرَا قَدْ تَعَالَى بِرُوحِهِ........تَـرَى وَمَتَى أَحْظَى بِلَثْمِ ضَرِيحِهِ

ثِـمَارُ الرَّجَا تُجْنَى بِطيبِ مَدِيحِهِ...... إِذَا نُشِرَ الأَمْــوَاتُ وَالخَلْقُ تُبْعَثُ

مَدَحْتُ حَبِيباً قّدْ عَلاَ وَتَعَزَزَا......وَجِيئْتُ بِمَا عِنْدِي وَاصبَحتُ مُعُوزا

اَقُولُ وَقَولي بِالثَنَاءِ مُطَرّزاً.....جَزَىَ اللهُ عَنَّا أَحْمَدَ خَيْرَ مَا جَزَا
تحميل مخطوطتين من هنا:
http://adf.ly/UU3DG
http://adf.ly/UU3Sg

مخطوطة قصيدة البردة الشريفة



قصيدة البردة الشريفة
محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري (608 هـ -696 هـ / 7 مارس 1213 -1295) شاعر صنهاجي اشتهر بمدائحه النبوية. أشهر أعماله البردية المسماة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية".
شرف الدين البوصيري شاعر سخر شعره لمدح أشرف خلق الله محيط – مي كمال الدين نتذكر مع قدوم الذكرى النبوية الشريفة واحد من اشهر شعراء المدائح النبوية وهو شرف الدين البوصيري، شاعر من العصر المملوكي، اشتهر بنظم المدائح النبوية، ومن أشهر قصائده "البردة", هذه القصيدة التي شرحها وعارضها الكثير من الشعراء، وكانت ومازالت واحدة من أروع القصائد في مدح أشرف خلق الله رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم".
حياته
ولد البوصيري بمدينة دلس بالمغرب الأوسط التابعة الدولة الحمادية بالجزائر أو في قرية دلاص في صعيد مصر، في (أول شوال 608هـ = 7 من مارس 1213م) لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة صنهاجة إحدى أكبر القبائل الأمازيغية، المنتشرة في شمال إفريقيا، كما أنه أصوله تعود لمنطقة دولة الحماديين أحد فروع قبيلة صنهاجة ثم انتقل مع أبوه إلى مصر القاهرة حيث واصل تلقى علوم العربية والأدب.
تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظفاره؛ فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ عليه عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم: أثير الدين محمد بن يوسف المعروف بأبو حيان الغرناطي، وفتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد العمري الأندلسي الإشبيلي، المعروف بابن سيد الناس. وغيرهما.
عُني البوصيري بقراءة السيرة النبوية، ومعرفة دقائق أخبار رسول الإسلام وجامع سيرته، وأفرغ طاقته وأوقف شعره وفنه على مدح الرسول، ويستهل الثانية بقوله: وله –أيضا-عدد آخر من المدائح النبوية منها قصيدته "الحائية"، التي يقول فيها مناجيا الله:
وقصيدته "الدالية" بردة البوصيري
تُعد قصيدته الشهيرة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والمعروفة باسم "البردة" أهم أعماله. شرحها الشيخ الأمهري في كتابه "مختصر الكواكب الدرية في مدح خير البرية". وهي قصيدة طويلة تقع في 160 بيتا. يقول فيها يقال عن سبب تسمية هذه القصيدة "بالبردة" لأن المرض كان قد أشتد على البوصيري، وفي إحدى المرات عندما كان نائماً رأى النبي "صلى الله عليه وسلم" وقد غطاه ببردته -عباءته – فأصبح وقد شفي مما هو فيه، وسميت هذه القصيدة أيضاً بالبرأة، والميمية لأنها تختتم قافيتها بحرف "الميم"، وفي هذه القصيدة يجمع كل أدواته الشعرية ويجمع همته لمدح خير خلق الله "محمد" صلى الله عليه وسلم، وقد شرح وعارض هذه القصيدة العديد من الشعراء.
 ويبدأ البوصيري "البردة" بالأبيات التالية:
أمِــــنْ تَــذَكُّــرِ جِــيـران بِـــذِي سَــلَـمٍ... مَـزَجْـتَ دَمْـعـاً جَــرَى مِـنْ مُـقْلَةٍ بِـدَمِ
أمْ هَـبَّـتْ الـريـحُ مِــنْ تِـلْـقاءِ كـاظِمَةٍ... وأوْمَضَ البَرْقُ فِي الظلْماءِ مِنْ إضَمِ
فــمــا لِـعَـيْـنَيْكَ إنْ قُــلْـتَ اكْـفُـفـاهَمَتا... وَمـــا لِـقَـلْـبِكَ إنْ قُـلْـتَ اسْـتَـفِقْ يَـهِـمِ
أَيَـحْـسَـبُ الــصَّـبُّ أنَّ الــحُـبَّ مُـنْـكتِمٌ... مـــا بَــيْـنَ مُـنْـسَجِمٍ مـنـهُ ومُـضْـطَرِمِ
لـولاَ الـهَوَى لَـمْ تُـرِقْ دَمْعَاً عَلَى طَلَلٍ... ولا أَرِقْــــتَ لِــذِكِــرِ الــبَــانِ والـعَـلَـمِ

ويعد أشهر بيت في هذه القصيدة هو:
                مولاي صل وسلم دائما أبدا   على حبيبك خير الخلق كلهم
               
وقد ظلت تلك القصيدة مصدر إلهام للشعراء على مر العصور، يحذون حذوها وينسجون على منوالها، وينهجون نهجها، ومن أبرز معارضات الشعراء عليها قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي "نهج البردة"، التي تقع في 190 بيتا، ومطلعها:
        ريم على القاع بين البانِ والعلمِ           أحلَ سفكَ دمي في الأشهر الحرمِ
               

وكذلك لامية عبد المولى البغدادي البالغ عدد أبياتها 231 بيتاً،[2] ومطلعها
يا خير مولى لعبد حائر السبل           مولاي عبدك بين اليأس والأمل
أعمال البوصيرى نثراً وشعراً
ترك البوصيري عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري الذي حققه "محمد سيد كيلاني"، وطُبع بالقاهرة سنة (1374 هـ= 1955 م)، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد"، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان: "المخرج والمردود على النصارى واليهود"، وقد نشرها الشيخ "أحمد فهمي محمد" بالقاهرة سنة (1372 هـ= 1953 م)، وله أيضا "تهذيب الألفاظ العامية"، وقد طبع كذلك بالقاهرة، وتعتبر قصيدة البردة من القصائد الملهمة لكثير من الشعراء والصوفية والمداحين والمحبين للحضرة المحمدية النبوية الشريفة صل الله تعالى عليه وآله وسلم.
وفاته
تُوفِّي البوصيري بالإسكندرية سنة 695 هـ / 1295م عن عمر بلغ 87 عامًا.

تحميل المخطوطة وهي مخزونة في مكتبة طوكيو
عدة نسخ 




تحميل نسخة من رابط مباشر:
http://www.gulfup.com/?URklPl