نورد فيما يلي بعض أقوال عدد من الصوفية في أصل ما بني عليه التصوف من كامل نواحيه الروحية والفقهية،
حيث يقول سهل بن عبد الله أصل مذهبنا ثلاثة أشياء أكل الحلال والاقتداء بسيدي رسول
الله صل الله تعالى عليه وآله وسلم في الأخلاق والأفعال وأخلاص النية في جميع
الأعمال وقال سيدنا الشيخ جنيد البغدادي قدس سره من لم يحفظ القرآن ولم يكتب
الحديث لا يقتدى به في هذا الأمريعني التصوف، لآن علمنا مضبوط بالكتاب والسنة ثم
قال كنا لا نعبأ بالصوفي إذا دخل التصوف بغير علم وقال أيضاً أي الشيخ جنيد
البغدادي أصل مذهبنا ثلاثة أشياء السكون الى الله تعالى وقلة الغدا والهرب من
الخلق وقال الشخ الجنيد أيضاً أصل مذهبنا شيئان المراقبة في كل حالٍ والعلم على
ظاهرهُ قائِمٌ وقال أيضاً مذهبنا مقيد
بالأصول بالكتاب والسنة.
وقيل لأبي حامد القلانسي أستاذ الشيخ جنيد
البغدادي على أي شيء بنيت أصل مذهبك فقال على ثلاثة خصالٍ لا نطالب أحداً من الناس
بواجب حقنا ونطالب أنفسنا بواجب حقوق الناس ونلزم أنفسنا التقصير في جميع ما نأتي
به وقال غيره بنينا أصل مذهبنا على ثلاثة متابعة الأمر والنهي في ومعانقة الفقر
والشفقة على الخلق وقال سيدنا الشيخ جنيد البغدادي قدس سره من تكلم في هذا العلم
من غير منازلة أي العمل بها لم ينتفع بالسمع، وقال شاهُ الكرماني من نطق عن درجةٍ
لم يرق أليها كان حقاً على الله أن يحرمه تلك الدرجة فلا ينالها أبداً، وقال سيدنا
الشيخ جنيد البغدادي قدس سره من خالفت أشارته معاملته فهو كذاب مُدعٍ، أنطلق لسانه
للدعاوي العظيمة ودقائق العلوم، وقال حذيفة المرعشي دخلنا مكة مع إبراهيم بن أدهم
فإذا شقيق البلخي يحج تلك السنة واجتمعنا
جميعاً في الطواف فقال إبراهيم بن أدهم على أي شيء أصلتم أصلكم فقال على أنه إذا
رُزِقنا حَمَدنا وَإذا مُنِعنا صَبَرنا فقال إبراهيم هكذا كلاب بلخ إذا رُزِقَت أَكَلَت وَإذا مُنِعَت
صَبَرَت فقال له شقيق فعلى ما أصلتم أصلكم فقال أصلنا على إذا رُزِقنا آثرنا أي
بذلنا وَإذا منعنا حَمَدنا وَشَكَرنا فجلس وقعد شقيق بين يدي إبراهيم فقال أنت
أستاذنا يا أستاذ، وقال سيدنا الشيخ جنيد البغدادي قدس سره أصل هذا المذهب الإيثار
فإن لم يكن الإيثار فالمواساة فإن لم يكن المواساة والمعافات فمن فقد شيئاً من هذه
الثلاثة لم يدخل حظيرة القوم وهو خارج، وقال حمدون الصفا ان السلف اخذا هذه الطريقة بالورع والتقوى لا بالدعاوي، وقال الله
عز وجل في قصة موسى عليه السلام (قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًۭا) أية 66 سورة
الكهف.